علاج للأزمات
ويرى الدكتور أحمد كريمة،
أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر،
أن فى الحج رسائل متنوعة للبشر تحمل
علاجا لكثير من الأزمات التى يعانيها العالم،
ففيه دعوة للسلام العالمى،
والتعايش السلمى المشترك،
وفقا لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم،
فى خطبة حجة الوداع،
فهى بمثابة منهج حياة؛
إذ اغتنم -عليه الصلاة والسلام-
فرصة تجمع الحجيج قائلا:
«أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم
وأموالكم عليكم حرام»،
وهذه العبارة هى الركائز الأساسية
لتحقيق الأمن والأمان للناس
على السواء، فلا فرق بين مسلم
وغيره، فدماء الناس مصونة،
وأعراضهم محفوظة، وأموالهم محمية.
ويوضح أن النبى، صلى الله عليه وسلم،
فى خطبة حجة «الوداع»
عالج النزاعات المجتمعية
التى لها تأثير فى المجتمع الإنسانى بأسره،
ومنها الثأر الجاهلى، فقال:
«إن دماء الجاهلية موضوعة»،
ثم ضرب المثل، فقال:
«إن أول دم أضعه هو دم ابن
الحارث بن عبدالمطلب».
كما عالج - صلى الله عليه وسلم-
ما يسبب النزاعات المالية
التى تسبب الشحناء والبغضاء،
فقال: «إن ربا الجاهلية موضوع»،
أى مَلغٍ. ويضيف أن النبى،
صلى الله عليه وسلم،
وضع المنهجية للتعاملات الدولية،
عندما بيَّن خطأ وخطيئة التمييز الطائفى والعنصرى، فقال -صلى الله عليه وسلم-:
«كلكم لآدم وآدم من تراب»،
وقال: «لا فضل لعربى على أعجمى
إلا بتقوى الله»، فسن للعالم قانون
عدم التمييز بسبب اللون
أو العرق أو الجنس،
ونبه إلى خطورة التمييز الطائفى
بين الناس، فقال:
«الناس سواسية كأسنان المشط»،
وكلها أمور عالجها النبى،
صلى الله عليه وسلم،
بحكمة فى خطبة حجة الوداع
عند جبل الرحمة فى عرفات،
فهى ليست مجرد خطبة دينية،
بل وثيقة لحقوق الإنسان
يتولد عنها السلام العالمى.
المواضيع المتشابهه: