ننتظر تسجيلك هـنـا



إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 06-06-2024, 02:18 AM
نور غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 2
 جيت فيذا » Sep 2022
 آخر حضور » 25-06-2024 (04:22 AM)
آبدآعاتي » 169
الاعجابات المتلقاة » 0
الاعجابات المُرسلة »
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » نور is on a distinguished road
مشروبك  » مشروبك
قناتك   » قناتك
 
افتراضي .أنواع التفكير 1 ‏

Facebook Twitter



خلق الله - سبحانه وتعالى - الإنسان وكرَّمه أبلغ تكريم؛ قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا ﴾ [الإسراء: 70]، ومن ذلك التكريم أن ميَّزه الله بالعقل الذي يفكّر به، وجعله مناط التَّكليف والاختبار، بعد أن منحه حرّيَّة الاختيار؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴾ [الإنسان: 3].



ونظرًا لأهمية التفكير في حياة البشر؛ فقد حث الإسلام المسلم على أن يكون إنسانًا مفكّرًا؛ ليكون إيمانه مبنيًّا على دعائم راسخة من الحقائق والأدلَّة والبراهين؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الألْبَابِ ﴾ [آل عمران: 190]، وقال: ﴿ قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾ [يونس: 101]، وقال: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الرعد: 3]، وقال: ﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ * فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ﴾ [البقرة: 219 - 220]، بحيث لا يتزعْزع إيمانُه ويقينُه بالله - جلَّ وعلا - وبالحقِّ الَّذي يحمله أمام الشُّبه والأباطيل والخرافات الَّتي لا يخلو منها زمان، وحتَّى يكون قادرًا - أيضًا - على فهم وتحقيق الغايات الأسْمى من خلْقِه وجَعْلِه خليفةً في الأرض؛ قال تعالى: ﴿ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ ﴾ [آل عمران: 191].



عَن أبي أيُّوبَ الأنْصَارِيِّ - رضِي الله عنْه - قالَ: قالَ النَّبِيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((قَدْ يتَوَجَّهُ الرَّجُلانِ إلى المَسْجِدِ ويَنْصَرِفُ أحَدُهُما وصَلاتُهُ أفْضَلُ مِنَ الآخَرِ إذَا كَانَ أفْضَلَهُما عَقْلاً..))؛ أخرجه الطبراني في الكبير.



فما هو التَّفكير؟ ولماذا نحتاج إليه؟ وما أهمّيَّته وقيمته؟ وكيف تعامل السَّلف وتجاوبوا مع دعوة الإسلام إلى التفكير؟ وما أقوالهم في التفكير وثمراته؟ وما أثَر هذا التَّفكير في حياتهم؟ وما هي مَجاري التَّفكير المحمودة والمذمومة؟ وأسباب ضعف التَّفكير؟ وكيف نحسن من مستوى تفكيرنا؟



أوَّلاً: التفكّر أو التَّفكير لغةً:

التَّأمُّل، أو إعْمال العقْل والخاطر في أمرٍ ما؛ تقول: فكَّر في الأمر فكرًا: أعمل العقل فيه، ورتَّب بعض ما يعلم ليصل به إلى مجهول.



أفْكَر في الأمر: فكَّر فيه، فهو مفكر، وفي المشكلة: أعمل عقْلَه فيها؛ ليتوصَّل إلى حلّها، فهو مفكر[1].



وقال الزَّبيدي: الفِكْر، بالكَسْر، ويُفْتَح: إِعمالُ النَّظَر .. وفي "المُحْكَمِ": إعمالُ الخاطِر في الشَّيْءِ، كالفِكْرَة .. وقد فَكَّرَ فيه وأفْكَرَ، وفكَّرَ تَفْكِيرًا وتَفَكَّرَ .. والمَعْنَى: تَأمَّل[2].



وقال الرَّاغب - وإن كنتُ أراه مالَ في تعريفه إلى المعنى الاصطِلاحي -: الفكرة: قوَّة مطرقة – أي: مُتوسَّل بها أو مُخْرِجة - للعِلم إلى المعلوم، والتفكّر: جولان تلك القوَّة بحسب نظر العقل، وذلك للإنسان دون الحيوان[3].



ومن الملاحظ في هذا التَّعريف أنَّه جعل الفكر قوَّة، وهذا - لعمري - سبقٌ جديرٌ بالتَّسجيل والإعجاب، خاصَّة إذا علمنا أنَّ الإنجازات والابتكارات الحضاريَّة، الَّتي وفرت سبلاً لحياة أكثر راحة ورغدًا - مَدِينةٌ للفِكْر في المقام الأوَّل، ولولا أنَّ الغرب قد سبقَنا في القرون الأخيرة في إنتاج الأفكار، ومن ثمَّ إنتاج التقنيات، ما كان له أن يكون قويًّا مسيطرًا، ولعلَّ هذا سرُّ احتفاء الغربيين بالأفكار الأصيلة الإبداعية، وسرُّ عدِّها أثمنَ ثمين، وأنفس نفيس.



ثانياً: وأمَّا اصطلاحًا:

فقد اختلف تعريفه لدى العلماء باختلاف تخصّصاتهم، حتى قال إدوارد ديبونو، أحد أشهر الخبراء في علم التَّفكير: "لا يوجد هناك تعريف واحد مُرْضٍ للتفكير؛ لأنَّ معظم التعريفات مُرضية عند أحد مستويات التَّفكير، أو عند مستوى آخر"[4].



ولذا نكتفي بثلاث تعْريفات له**[5]؛ لتكون كالأضْواء الكاشفة التي تبيِّنه بوضوح وجلاء:

1- تعريف علماء النَّفس، حيث عرَّفه بعضُهم بالقول: التَّفكير: "استِخْدام الوظائف النفسيَّة لحلّ مشكلة من المشكلات وصياغة حلول لها في أحْكام، ثمَّ يقوم العقل بِمحاكمتها من أجْل الفوز بالحلّ النّهائي".



2- تعريف المناطقة، حيث عرَّفه بعضهم بأنَّه: "مجموعة الأساليب التي يتبعها العقل لمعرفة السَّبب واكتشافه".



3- فيما عرَّفه بعض التَّربويّين بأنَّه: "كلّ نشاط عقلي هادف مرِن يتصرَّف بشكل منظَّم في محاولة لحلّ المشكلات، وتفسير الظَّواهر المختلفة، والتنبُّؤ بها، والحكم عليها باستخدام منهج معيَّن يتناولها بالملاحظة الدقيقة والتَّحليل، وقد يخضعها للتَّجريب في محاولة للوصول إلى قوانين ونظريات".



ويُلقي كلّ تعريف من هذه التعريفات بظلال وإيحاءات تساعد على فهم الآخر، وتُعيننا في النّهاية على تصوُّر أقرب وأوضح وأشمل وأفضل للتَّفكير في معنَييه العامّ والخاصّ.



والذي أخلص إليه من مجمل هذه التَّعريفات قبل أن أنتقل إلى نقطة أُخرى عدَّة أمور، منها:

أنَّ التَّفكير نشاط حيوي، قد يتطلَّب أدوات، وربَّما لا، ويتفاوت الجهد الذّهني المبذول فيه بحسب حجم المشْكِلة ونوعها، ومن شخص لآخر.



جميع النَّاس يفكّرون، بطريقة أو بأخرى، ولكن القليل فقط مَن يَستمرّ بطريقة منهجيَّة علميَّة صحيحة للوصول إلى الحلّ الأقرب للصَّواب أو للصّحَّة؛ وعلى ذلك فالمشكِلة ليست في أن نفكِّر، وإنَّما في الطَّريقة التي نفكّر بها.



التَّفكير قوَّة، وبحسب ما لأفكارنا من الأصالة والإبداع بقدْر ما تزداد قوَّتها وقيمتها؛ ولهذا أيضًا فإنَّ المفكرين والعلماء هم أثمن ما تملكه الأُمَم المتقدّمة والنَّاهضة.



التَّفكير العلمي المنظَّم هو أدقّ أنواع التَّفكير؛ لأنَّه الأقرب وصولاً إلى أحكام شبه نهائيَّة وشبه مؤكَّدة، وبالتَّالي يمكن الاعتِماد على نتائجه.



التَّفكير الذي يستخلص العبر النَّافعة، أو يُنتج القيم المفيدة، أو يُنظِّر للإصلاح - أفضل أنواع التَّفكير؛ لأنَّه يرتقي بالنَّاس على مدارج الصَّلاح والفلاح، ويُجنِّب البشريَّة مزالق الشَّطط والانحراف وغرور القوَّة المادّيَّة.



التَّفكير الموضوعي من سمات العلماء الرَّاسخين في العلم، ولكن التَّفكير فيما لا سبيل لإدْراكه أو تصوّره مجازفة غير مأمونة العواقب؛ ولهذا ورد في الحديث: ((تفكَّروا في آلاء الله ولا تفكَّروا في الله))؛ أخرجه الطبراني في الكبير.



إذا فقد التَّفكير بعض المرجعيَّات والثَّوابت الَّتي يصنعها الإيمان بالله الخالق، فإنَّ أقصى ما يمكن أن يبْلغه أن يتألَّق في عالم المادَّة، ولكنَّه عاجز كسيح في عالم الرّوح والإيمان، كما أنَّ التَّفكير إذا فقد الوسائل المادّيَّة المُعينة فسيعيشُ وقتًا طويلاً في بعض الأوْهام العقليَّة والكثير من التخلُّف التقني؛ فمن مصلحة الشَّرق والغرب أن يتكاملا.



إنَّ الرّيادة الفكريَّة والحضاريَّة لا تنبع من الأنانيَّة أو الإعجاب بما نَملك من تاريخ عريق، أو رسالة سامية، وإنَّما يُحرزها فكر متألّق، ويلتهب غيرة وحماسة على مستقبل الأمَّة والعالم، يحرزها رؤية لا تنظُر وراءها أو تحت أقدامها، وإنَّما رؤية خيِّرة راشدة تخطِّط للمستقبل مستفيدة من خبرات الماضي وتَجاربه، ومستوعبة للحاضر ومنجزاته، ومستشْرِفة لآفاق مستقبل أكثر رحابة، وهي تَستلْهِم معيَّة الله وعونه.



وللحديث بقيَّة..






رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.