ننتظر تسجيلك هـنـا



⊱ أدب الرســالة ⊰ >>>> إنصافا للوطن ..خطاب أدبيّ أطْلقَ سراحَ الوطنِ في الضّاد ..رسالة تنصف الوطن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 21-02-2023, 08:00 AM
Junior Member
نفيسة التريكي غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 121
 جيت فيذا » Feb 2023
 آخر حضور » 27-02-2023 (09:38 AM)
آبدآعاتي » 7
الاعجابات المتلقاة » 0
الاعجابات المُرسلة »
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » نفيسة التريكي will become famous soon enough
مشروبك  » مشروبك
قناتك   » قناتك
 
Post ابتسامة نخلتي في نسختها الأخيرة مع ورقة توضيحية

Facebook Twitter


ابسامة نخلتي

ذات شتاء شديد البرودة كان الفتى الجلجامشيّ أبو فرات يقلّب البوم الصّور في ليلة ليلاء وقد أصابه ارق مؤرّق بعد يوم مّتعب من العمل .
فنال نفسه بعض ألم وهزّه الحنين هزّا لاستحضار اقسى ذكرياته الّتي صدمت قلبه وغيّرت كل مجريات حياته.

ومضى في البومه بين الوجوه الاليفة الحنونة الودودة في لهفة حنين وانين الصّامت الصّبور الصّامد
يطوي الورقة تلو الأخرى .

فتارة كانت تسّاقط من عينيه دمعتان غزيرتان عزيزتان تمسّان خدّه الايمن واخرى خدّه الايسر ولقوة كبريائه حتى بينه وبين نفسه كان يمسحهما مسح مكابر في صمت صموت او يمسح ذاك الماء الحارق حرقة قلبه بظهر يده اليمنى ثم ينظر للمراة فيرى عينين محمرّتين جمرتين يعلوهما جبين مقطّب ويلمح في خطفة هنيهة ّّّخدين محمرّين كاد يدفق منهما دم قان يفضحان نار قلب محزون مخزون فيه تحزان واسى وذكرى انين حنون ،
وطورا كان يضرب الارض بقدم يؤرجحها من السّّرير على بلاط غرفة النّّوم التي حملت في كلّ أرجائها أسرار الحب ّوالولادة والحياة بافراحها واتراحها ،واحيانا كان يضرب الحائط الصّلب بكف ّمقهورة من لهيب الغدر ويضرب بعد ذلك ظهر السرير بظهره الموجوع من الوزر ثم يضرب بقوّة في حسرة ما بعدها حسرة وجهه بيدين معرقتين كأنّهما جبينه ثم ..........كان يرفع راسه ويقكّه من كفيه ...
ثم يجول بنظره في الغرفة التي كرهها بقدر ما أ حبها ...
ثم كان يدقّ دقا راس السرير براسه لالم المّ به غزا شرايينه المتوجّعة الّّّّتي صارت كقلبه المتفجع كتلة
من الألام المتراكمة، فكان يفرك جبهته بين يديه ،و كم يتضاعف ألمه حين كان يذكر تلك اليد الحنونة التي كانت تمسّّّد أوجاعه كلّّما مسّه وخز من الضّّر، تلك اليد المباركة الامينة الشافية العزيزة عليه الرقيقة الليّنة الدّّّّّافىة
التي كانت كالناطقة تبسمل وتقرأ له ّايات الشفاء وترقيه وهي تبعد عنه الوجع.

وتتالت الايّام في دعة وراحة بال ...........................
ولكن ...
ّّ
"تجري الرياح بما لا تشتهي السفن"

فقد انكسر الامل بالالم منذ ذاك اليوم المشؤوم ،فّمنذ ذاك اليوم المدلهمّ المعتم الصّّعب المرعب الرّهيب
ما أحسّ براحة ، و ّمنذ ذلك اليوم القاسي ما ابهرته ولا أسرته مباهج الحياة والوانها و روائحها وطعمها وملمسها واصواتها الساحرة من زقزقات وهديل وهسهسات ّّكانّه فقد احاسيسه وحواسّه لحين.
فلم يعد يتذوّق بعد ذاك اليوم الشّديد القسوة لذيذ شاي ولا فاحت قهوة في شمّّه ولاتمتع بطعام طاب
ببهارات الود والمحبّة ّولا زارت شفتيه بسمة سوى لسخرية او استهزاء من الزمن اللعوب.
فكل حركة وكلّّ همسة وكل طعم وكلّّ رائحة وكل ملمس زهرة او شجرة أو قارورة عطر او حتى كوب ماء،
ّو كلّ أناشيد طير او غنات عنادل كانت مختلفة عمّا كانت عليه من قبل ،وكل ّّّّّّالوجوه كانت تبدو كأنها وجه ذاك الملاك المسافر للأّقاصي .

فكنت تجده يعيش في الماضي أكثر مما في الحاضر وـأحيانا تختلط الأزمنة في ذاكرته وأنه فتراه يتوقّف عند وجه هذه أ وتلك إذ يغتم ّبعمق فتتغيّم رؤاه لثانية ثم يحرّّك بقوّّّّّّة رأسه كانّه يصفع ذاكرة تغريه بالمستحيل
عساه يرى شيئا من ملامح ملاكه اوبريقا من عينيها أو لفتة من نظرتها أو هي هي ذاتها عساها ّّ تمرّّ به
في ومضة من زمن وتطل ّّعليه من هاهناك هنالك الهنالك .....

....لا لا..انّ تلك الرؤى لمجرّد اوهام لا بدّ من مقاومتها . كذا كان يستنهض وعيه داخله ثم يهتزّ ويعود للحظته الواقعية متسائلا ومجيبا في صمته :"ّ اهي اهي ؟لا ليست هي ، ليست ملاكي هذه العابرة ،ّّاين هذه أوتلك
من ملاكي ؟
يهمس داخله
"ليس هذا بياضها الحليبي الطفولي ولاهوعمق عينيها ولا تلك استدارة محياها ولا ذاك ضوء خدّيها .."


ثم يعود للحياة ...ولكن عودة بلا طعم وبلا مشاعر تحسّ بدقائق الامور كما كان من قبل .

ّّالان بداخله فوضى مشاعر وغمام رؤى وتحزان مزلزل يزعزع كيانه زعزعة و أحاسيس تمزّق وجوده ووجدانه يخفيها في داخله ويقاتل دخانها بسجائره الّتي ازدادت رفقتها معه وازداد بها التحاما ،فلعله كان يرى دخانها المصّاعد من فيه دخان أنفاسه و لهاث قلبه المحترق المغرورق بالدموع بل دخان بلده المقهور أيضا .ّ.وقد يكون حتى دخان أمّّته والإنسانيّة المهزومة في إنسانيّتها وقيمها المثلى في هذا العصر المتعولم المتصهين المتطرف دينيا ومذهبيا وعرقيا و اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا.

ما الحلّ في فوضاه الغشيمة وفوضى البلد الّتي قلبت كل الأوضاع رأسا على عقب؟ّ
ما الحل في التفراق وغياب الحبيبة،حبيبته ، نبض حياته،عيده وعيد أولاده،بسمته الضحوكة
وضحكته االعالية ملاك جمال روحه كماوصفها هو ذات مرة ..؟
ما الحل لحياته بغياب صنو روحه وشقيقة نعمانه ويناعة أقحوانه وقرنفاته وياسمينته ونخلته بل بستانه كله بما حوى ؟
هي هي وحدها التي تفهمه من ومضة عين وتحبّه في كل الاحايين وتمنحه السّكينة والهدوء في كل حيْن حبيبته الساكنة روحه وجوهر استقراره وحبّه ومعلّمته ومنبّّهته من كل سقوط وبئر أسراره العميقة ومحفظة سريرته وانفراج أساريره ساعات أنسه ...ملاذ أهه وغنّات نايه وشدو كمانه في الهوى و اناشيده في الكرامة والإباء.
نعم هي ،وكم يحلو له خفقها في نبضه ..هي أو نصف اناه الذي تاه بعيدا عن رؤياه ....ماذا سيفعل بعدها
وهل فعلا بقي بعدها مايحلو من العيش؟
همهمات وهمسات وتمتمات وسكرات حزن بداخله تبوح لخالقه الوحيد العارف بأعماقه وتترجاه ان يلهمه الصّبر:"ّصارخا في داخله واحيانا بأعلى صوته لمّّّّا يكون وحده بالبيت في مناجاة مناديا بارئه ومسطر أقداره
ربا.رباه
لا لا لم ترحل إنّّّها في كل الأنحاء والارجاء...
ثم يقطع مناجاته ويعودّ لواقعه كما هو وحديث عقله الكاره للوهم كانه ّّّيقول له :
افق افق يا رجل الألم
لا لا ايّها الواهم المتصبّر بذكراك ورؤاك وأخيلتك
لا لا ليست بقربك حبيبتك رحلت
ويعود سائلا ربه
رباه أرحلت؟ قل لي لا لا لم ترحل
ثم ينبّيه عقله من جديد للحقيقة المرّى
صدّق صدّق أيها العاشق بواسق النخيل انها رحلت ونخلتك ليست بالبيت بيتك ،ليست في المطبخ ّتعد ّالطّعام اللّذيذ المتنوّع ّّّّالشهيّ التي تسكنه نفحات روحها الطيبة وتجتهد وتتفنن فيه لانها ستقدمه لاعزّ من لديها فتتفانى فيه وتذوقه وتحرص على اعتدال ملحه أوسكّّره لتهبه باقصى الحب لك ولفلذات أكبادها
كم تحب هذه الحنونة ان تدللك وتدلّل اولادكماّ
صدّق صّدق يا واجدا مجدّا وعاشقا معشوقا أحبيب الحب ّال- تعتق شرابه عبر السنين
صدق يا وفيا لنخلتك الشاهقة أنّها ليست بغرفة النوم ّترتّبها لسهرات الوداد الأليفة الفرحة المرحة ّّّوالحكايا اللّذيذة الناعمة الجميلة ،ليست في البهو النظيف المبخّّّر،أصابعها لا تتحرّك في مسبحتها يوم الجمعة
او في سائر اّلايام ،لا تراها تطوي سجادتها في اوقات الصلاة.
لا لن تشاهدها تقلّب مصحفها لتقرأ بقراءلتها السبع ملونة حروفها ومطوّعة صوتها ل
مشاعرها و هي متمتعة ومندهشة بجلال وجماال المعنى والتشخيص والتصوير منتشية يهذا التحليق المقدس وهذا الاسلوب الرائع و قد كانت ترتل في همس احيانا بصوتها ما تيسر من القرأن الكريم
في قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} صذق الله العظيم [سبأ 10 - 11]

ويعود من جديد لحديث النفس عاجزا عن فهم ما حصل كئيبا منعزلا جلّ الوقت مع ذكرياته واهاته :
لن أنسى صوتها وهي تشرح لي معنى أوّبي ّ بشغف شديد وتؤكد لي انّ تلك الواوهي واو المعية فالطير كانت مع داوود عليه السلام تسبّّح وتحمد وتمجّد صنع الخالق العظيم
رباه أغثني انجدني ارحمني مما بي وانت ارحم الراحمين وحدك القادر على اطفاء لوعاتي
رباه ابناء يتامى وطفلة رضيعة في زمن وحشي يحاصر فيه الحليب والدواء وزوجة صفيّة عزيزة وفية ّرحلت وبلد ضائع
رباه اغثني اجرني انقذني وانقذ بلدي من نسف الارض وهتك العرض .

وطلّ على تلك الحال من الحرقة يحسّ بصوت في داخله يناديه كانه قادم من اقصى نقطة في أقصى الاقاصي يردّ على مناجاته مستجيبا له قائلا :
ا"الصبر الصبر يا انت
الايمان الايمان يا انت
لا تياس لا تقنط ايها المجذوب بالحزن فانه لا يياس من روح الله الا القوم الكافرون " .

فيهدأ قليلا ّّ ويبسمل ويحوقل ويقول :"صدق الله العظيم نعم سأصبر" ويسمع صوت صمته في خشوع وقداسة مرفوقين داخله بالاسترحام والاستغفار ونبض كل أيات الصبر ورموز الصبر من الأنبياء والصالحين والمناضلين الذين طالما اتخذهم أسوة ....
ثم يعود لذكريات نخلتهّ في حواره الداخلي وتنفجر بين ضلوعه جمل وأحداث لن تنسى
....و كانت تقلب كتب السير والانبياء .
أه رباه كم سأذكر وكم سأنسى يا أنت انا اينك قومي قوّمي لساني اصحي صححي نحوي وصرفي معلمتي
رباه لم أصدّق وأنّى لي أن اصدّق وقد لن أصدّق أبدا ّّانها رحلت ؟ّ
سأجن ...

تتداخل الضمائرفي سمعه وصمته الصاخب الخفي أنا انت هي هم نحن ....ثم يستعيد رشده وحديثه مع نفسه المكلومة وكأنّّ صوتا يصبره في أمرّ
صدّق يافتى أيها ال-عجنتك الايام بعدها بماء مالح ساخن بدقيق الذكرى وجنون الخيال وحضور الطيف وفقد ألأحبة ورعب الخوف في حروب وويلات وانكسارات وانتظارات وصمت الصقيع وحرارة الدخان
صدّق ايها الواهم أنها الان لا تسقي الحمامة ولا ترش ّالحديقة مساء بعد القرّ ولا تطوي ملابسك وتعطرها
ولا تنفض الأسرة والزرابي ولا تغسل غبار الزمن بساعدها وعينيها ّّ ولا تستقبلك من العمل ببسمة ساحرة تقول لك فيها صامتة قنوعة محبّة :
"أعانك الله وابقاك لنا أحبّك رفيق دربي وقرّة عيني ونبض قلبي وزينة حياتي وبهجة ليلي ونهاري ،نجومي واقماري ،شمسي الساطعة بنور الحب في قلبي..صوتك موسيقى حبي وعيناك ضوء بصري وصدرك دفئي وضحكاتك أملي وأنفاسك توهج حناني وحنيني ّ.."
رباه رباه ّ
اصواتها في لينها في رفقها في حبها في دلاها في غضبها في ضحكها في نداءاتها لي وللابنائي
اصواتها حتى في صمتها لا تبرح سمعي
رباه رباه
رباه رباه
ثم يستانف امره لنفسه ناهرا ناهيا عن الغفلة حاثا على تصديق الواقع المحتوم في قلق وحيرة وتعجب ودهشة من حدث عطيم ونار تتاجج بين الحين والحين في خفايا خباياه وخلاياه دون تباعد في صدره المنتفض وهو يصرخ على سريره بجنون مر ّ
صدّق ايّّها المسكون بالمستحيل بالوهم بالذكرى أنّ فجيعة الموت قد اصابتك في صميم قلبك وأنّ المنون اختطفتها منك ذاك هو الحتم "هادم اللذات" كما قال شاعر الزهد ابوالعتاهية
ذاك هو الحتم قد حضر باكرا جدا واختارها الله ّّعروسا تتستحم بّّّّالرافدين ثم تصاعد تصاعد حمامة اليفة مغنية لتحط على نخلتين جارتين ملتحمتين نخلتها الفرعاء ونخلتي الخضراء ،نخلتان تتراقصان في نسائم الفصول رقصة المحبة والوداد والوفاء للأصول
أه نخلتي يا انت يا شغاف القلب
في حياتنا في متاهات الحياة كنا نصارع معا أمواجها العاتيات
ويلاه ويلاه كررها بمرارة وهو يعلم ألا تغييرفي ذا المصير إن رضي او رفض
أيها ارجل العاشق "أقصر ففي شفائك الإقصار "
قلها ساخطا ويلاه اوقلها صاخبا ويلاه او قلها حائرا ويلاه أو لا تقلها
فلا مردّ لحقيقة قاسية نسيتها ردحا من الزّمن وحين باغتتك كانت طعّانة في "دنيا ّغدارة غرّارة أكّالة عوّالة "
صدّّق - وانت المؤمن الراضي بقدرك حتى ولو كان قاسيا-أن نخلتك السامية الان قريرة العين هناك في ملكوت الله قرب عرش عظيم ،
ايه نعم وياطول تنهيدك -حبيب النخلة
تعوّد على اهاتك وانكساراتك واخفق في نبضك بقادم انتصاراتك لا بدّ من يقظة ،لا بدّ من أمل منير في اخر الدرب ،لا تنس اكبادك يا فتى أنت الان الاب والام لأيتامك .
صدّق أنك سوف تقضي بقيّة حياتك بدونها لكنّّّّّها فيك وفي أطفالك وفي رائحة الارض التي تعشقها
ستتنفسها في الصباحات في النهارات في المساءات في الليالي في الأسحار في الافجار وكذا مدى حياتك
في كل دورات الزماّّن.ّّ
ستسمع همس صوتها الحنون في الذكر الحكيم لتصبر صبرا جميلا مع الذكرى ، إنها بعيدة عنك مسافة قريبة منك في عمق خلاياك سكناها القلب
إنّها....افراح كثيرة واحزان كثيرة
‘إنها حبّك الاول والاخير ، مشاعرك الاقوى والاصفى والانبل والاكثر توهّجا وفرحا .
صدّق ،أنت الأن اصبحت وحدك يافتى تواجه الحياة ،فلماذا تهرب ؟ّ
لماذا انتبذت مكانا قصيّا بعيداعن اولادك أوليس لهروبك من أسئلتهم وحزنهم الداكن ؟
لماذا لا تريد ان ترى إلا امّك تاتيك خلسة بطعام فقير من خبز وتمر وماء :طعام حصارات وحروب وذاك القليل
هو فقط ما توفّرللشعب المحاصر المسكين الاعزل الذي انهالت عليه الامم قصفا ورميا بالنار .
وياللحسرة شعب يعيش قلة ذات اليد في بلد من أغنى البلاد في العالم نفطيا، شعب خرّبت اراضيه الفلاحية ومزارعه وأحرق نخيله وهدّمت مصانعه ودمّرت في وطنه الرّافدي المغدور البنى التحتية بمكائد صاغها عراة من الإنسانية ليس في مشاعرهم ضوء ولا في قلوبهم رحمة ،طغاة خدّرت احاسيسهم المادة وقتلت إنسانيتهم القوّة ومرض الانانية والجشع
ليس في عقولهم سوى المال والسلاح والهدم وهدر حقوق الشعوب الأخرى وذاك من عقوق الأشراروحفاة الضماىر تبا لطغاة العالم. ومصاصي الدماء.................أي زهيرا قم انشد فيهم من معلقتك:
وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم
وَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّمِ

الحرب ديدنها الدمار والكراهية والغبن والقهر تقتل تدمّّّر تهجّر تفرّق
الحرب سواد مكروه وليل عتيم مدحور وفجور مدبريها ومنفذيها جميعا ينم ّعن سقوط المثل في الرّوح الانسانية ّولا يسود بعدها سوى الانهيار والهبوط المدوي دوي هدير الرعد المعبر عن غضب الطبيعة والله
في كل مظاهر الحياة ومعانيها .حرب لا يمنع فيها العزّل مهما هربوا من قنابلها ومتفجراتها وحتى الهروب للملاجئ والبلدان قد لا يكفي للنسيان .
أيه يا أنت أنا وكل امثالك امثالي وامثالنا كم كان الوزر ثقيلا على وجودنا كله تحمّلنا وتحملتنا
ّّّ من ويل الويلات
أتذكر لما أردت الهروب من نار الأسئلة وهجرت بيتك حبيب النخلة وكم تساءلت وقتها
لماذا هجرت بيتك -حبيب النخلة ؟
تكلّم ،بح ،اصرخ ،ابك ،غنّ اشجانك ،ارقص رقصة النوى،اردح ردحك العراقيّ،صل ّ،ّسبح ، رتل قرانك
اخرج منك مرّ الجوى وقهر النّّّوى
قل إنك صدّقت ،قل إنك رضيت بالقضاء والقدر، بح لقلبك النازف المجروح ،ضمّد بصبرك القروح --
حبيب النخلة -لا وقت للوهم ،لليأس ، للقنوط ،صغارك صغارك صغارك اليسوا امانة بعنقك يا فتى الشداىد
ألم توصيك النخلة بهم خيرا وهي على سرير مشفى الموت ؟

.........وصمت أبو فرات يتأمل حاضره محاولا أن يغمض عينيه قليلاعن ماضيه المكبل لاخذ الحياة من جديد بجديدها المر القاسي فربّت وحده على كتفيه ان افق ليس لك من اختيار سوى إجلاء خرابك عن ديارك وإطفاء نيرانك بالصمت والصبر والايمان وكتم دموعك على ايتامك.
هكذا كان يتردد على الحياة يزورها بين الفينة والاخرى وهو ينظر لاولاده وطفلته الرضيعة
فتقول له الحياة عد عد أليّ الم توصيك النخلة بي خيرا ألم تصفك لي أني المستمرة رغم ما بي من غدر .
أنت مجبر ان تعود إليّ شئت ام ابيت ذاك قدرك

........وعلى هذه الحال من الصراعات كان ذاك الفتى الصبور مضطرا أن ينحت من أوجاعه صخرة سيزيف ومن تراكم الأحزان فينيق صمود ومن زلازله ايوب صبر
أسوة بمن سبقوه من المعذبين .ولكنّ الذاكرة كانت لا تخمد أبدا ملحاحة بتفاصيلها الدقيقة جدا كانها كانت
هي أيضا قاتلة كالحرب ولا تسعفه للنسيان
فكل التفاصيل الدقيقة وأصوات البيت وضجيج السوق ...كل شيء حتى بعض الغضب او بعض الهدوء ...
كل شيء كان حمّالا للذكرى حتى أنفاسه وتنهيداته وأهاته الصامتة الأسيرة التي كان يختنق بها صدره ويخفيها عن الجميع والتي كانت تنفضح وتفضحه في لهيب سجائره المتلاحقة المشتعلة سيجارة من سيجارة
ّّّوالتي يعتبرها خلّّّه الودود الّذي يقاسمه متاعبه ّبلا مقابل ويهزا بكل من ينبّهه من ويلات التّدخين لقد سمّّي سيجارته رفيقة الضيق الوفيّة الصّدوقة وسمّي كاس شايه المعين على التّنهيد .
و ايّّّا كان قول الاطباء حول خطر التدخين فقد كان يعاند ولا يترك خليليه وعشيرّه حتى الأطباء ّ حين يقولون له تنحّ عن هذا السم ّ كان يقول لهم ّ:"كفى لا سمّ ساذوقه اكثر مما ذقت من منضّب ومخصّّب وفسفور أبيض قتل ابنائي محمد وايوب واساور وزوجتي وأبي و أبرياء عزلا من شعبي ..
أساور بنيتي حرقة تشتعل في قلبي لما أسمع بكاء طفل بلا حليب ولا دواء ولا ام.
أساوري الحبيبة اضطررت انأدعها عند خالتها لتهتم بها فانا لا اعرف شؤون الأمومة وبقيت أتفقدها ولكنّي مهدور المشاعر ابنتي ليست في حضني عجزي عن شؤونها وشؤون البيت وضرورة العمل لتحصيل الرزق
كل هذه الأعباء كأب على كتفيه أيتام وفي قلبه جليل تحزان كل هذه المشاغل جعلتني أضطر لفراقها .نعم كل هذا لم يمكّني من أن أشبع بأساور
أب مقطّع بين أعبائه ومسؤولياته لتدبير الحليب والقوت اليومي والغذاء الشحيح الموبوء بسموم ما نفثته
على بلدي أسحة العالم المتحضر العظيم بجرائمه وقتله للاطفال..نعم هذا هو وقتنا وقت السفاهة وسفك الدماء البريىة والعبثية والكبر والجبروت ...وقت صعوبة العيش وشظفه والخلل الرهيب في موازين الوقت
في وقت أيضا بات الرزق فيه مطلبا كالمستحيل
أف منك يا أيام النار أف






رد مع اقتباس
قديم 21-02-2023, 02:06 PM   #2


الصورة الرمزية عشق

 
 عضويتي » 6
 جيت فيذا » Sep 2022
 آخر حضور » 19-05-2024 (06:21 AM)
آبدآعاتي » 86
الاعجابات المتلقاة » 0
الاعجابات المُرسلة »
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » عشق has a reputation beyond reputeعشق has a reputation beyond reputeعشق has a reputation beyond reputeعشق has a reputation beyond reputeعشق has a reputation beyond reputeعشق has a reputation beyond reputeعشق has a reputation beyond reputeعشق has a reputation beyond reputeعشق has a reputation beyond reputeعشق has a reputation beyond reputeعشق has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

أس ام أس ~
MMS ~
 آوسِمتي »
 

عشق غير متواجد حالياً

افتراضي



دام عطائِك ..
ولاحُرمنا انتقائِك المُميز والمُختلِف




 توقيع : عشق




رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.